شكى صحفيون عراقيون كانوا يقومون بعمل ميداني في العاصمة بغداد من إعتراضهم من قبل عناصر في إستخبارات الفرقة الحادية عشرة التابعة لوزارة الدفاع، ثم إحتجازهم لعدة ساعات والتنكيل بهم دون مبرر قانوني.
وأبلغ صفاء ذياب وهوصحفي حر ورئيس تحرير موقع شهريار الثقافي، مرصد الحريات الصحفية، إنه وزميليه عمر الجفال وصفاء خلف كانوا يقومون بعمل ميداني في منطقة تضم أماكن تراثية حين إعترضهم العناصر المنتسبون للفرقة الحادية عشرة، أمس الجمعة، وقاموا بتقييدهم على الفور وتعصيب أعينهم والتنكيل بهم بطريقة قاسية وغير مقبولة ثم مصادرة كامل معداتهم الصحفية، ونقلهم الى مقر الفرقة بعد تعريض الزميل خلف للضرب والإهانة عدا عن التنكيل بالزميل عمر جفال وتوجيه الكلمات النابية له ووصفه "بالمريض نفسيا".
ويعمل الصحفي صفاء خلف سكرتيراً لصحيفة المستقبل العراقي، ورئيساً لتحرير مجلّة نثر الفصلية التي تعرّضت للمصادرة في عام 2010 من قبل الحكومة العراقية بسبّب احتوائها ملفاً وصفته الحكومة بأنه "ملف سياسي خطير"، فيما يعمل الصحفي عمرالجفّال مسؤولاً للقسم السياسي في صحيفة المستقبل العراقي. ومراسلاً لعدّة صحف عربية.
وكان مرصد الحريات الصحفية قد سجل إرتفاعاً ملحوظاً في معدلات العنف والقيود المفروضة على عمل الصحفيين والإعلاميين، وأوضح مؤشر الإنتهاكات خلال الفترة الواقعة بين 3 آيار مايو2011 و3 آيار مايو2012 تصاعدا نوعيا ملحوظا، تسانده في ذلك السلطات التي تقوم بمساع مثيرة للقلق للسيطرة على التدفق الحر للمعلومات وممارسة الضغط على الصحفيين الميدانيين لمنعهم من ممارسة عملهم، وذلك بإصدار حزمة من القوانين المشددة التي تحد من الحريات الإعلامية وحرية التعبير، فيما لايزال العمل الصحفي الميداني وحمل الكاميرا أمرا معقدا للغاية، حيث تحصر السلطات أمر السماح لحركة الصحفيين وتجوالهم بالقيادات العسكرية والأمنية في جميع المدن العراقية، ويتعرض الصحفيون في أغلب الأحيان للمنع من التصوير والتغطية الإعلامية ما لم يحصلوا على موافقات أمنية مسبقة تكون معقدة وكيفية في الغالب، وعلى حد تعبير صحفيين بارزين يديرون غرف الأخبار في المحطات المحلية فإن السلطات تتعامل مع كاميرا المراسلين كتعاملها مع الأسلحة غير المرخصة أوأصابع الديناميت والسيارات المفخخة.
ذياب أضاف، لمرصد الحريات الصحفية، إن عناصر الإستخبارات إحتجزوهم لخمس ساعات كاملة في مقر الفرقة تلك وأجروا معهم تحقيقا مطولا للشك في نواياهم مع وجود كافة المستمسكات التي تشير الى طبيعة عملهم الصحفي المستقل حيث أجبروهم على توقيع تعهد خطي بعدم القيام بأعمال إرهابية ! والقيام بإلتقاط صور لهم بوصفهم مشتبه بهم في الأمر الذي أحتجزوا لأجله وهومانفاه الزملاء جملة وتفصيلا وعدوه إنتهاكا لحرية الوصول الى المعلومة وقصورا عن فهم طبيعة ودور الصحفيين في التغطية الصحفية والعمل الميداني.
وهددت القوة العسكرية الصحفيين بأنهم سيتعرضون للاستدعاء والملاحقة اذا ما تعرض المكان الذي صوره "لعمل ارهابي".
مرصد الحريات الصحفية إذ يدين هذا السلوك غير المنضبط من قبل عناصر في إستخبارات الفرقة الحادية عشرة وماسبق من سلوكيات مع صحفيين ومدونين وفرق إعلامية خلال العام الحالي والذي سبق فإنه يطالب وزراة الدفاع العراقية بمراقبة سلوكيات تشكيلاتها العاملة في بغداد والتي تصطدم في الغالب بالفرق الإعلامية وعدم السماح لها بإتخاذ تدابير وإجراءات غير عملية وواقعية تتنافى وروح الدستور العراقي والمواد التي وردت فيه والتي تشير صراحة الى إحترام حق الوصول الى المعلومة وعدم المس بأمن وكرامة الصحفيين أوالتجاوز عليهم،ويحتفظ الزملاء بحقهم في رفع دعوى قضائية على قيادة الفرقة تلك من خلال المركز القانوني في مرصد الحريات الصحفية.