مرصد الحريات الصحفية

مرصد الحريات الصحفية

الصفحة الرئيسية > الأخبار والتقارير > مأزق الصحافة العراقية...

مأزق الصحافة العراقية

بقلم / زياد العجيلي


لم يعد مفهوم السلطة الرابعة، ذو فعاليه حقيقية في العراق، فعلى مايبدو ان هذا المفهوم بدأ يخفت شيئا فشيئا بسبب انحسار الحريات الاعلامية وتصاعد وتيرة الانتهاكات التي تمارس ضد الصحفيين و المؤسسات الصحفية والاعلامية الاخرى.


هنا لا بد لنا من ان نذكر بان لبعض العاملين في حقول الصحافة دور في انحسار سلطتها سواء على مستوى الشارع العراقي او السلطات المختلفة، وللتدليل على ذلك فان اعدادا من الاعلاميين المستجدين ساهموا بشكل لافت في تفتيت فاعلية الصحافة عندما اصبحوا مجرد ادوات تنقل مايتناسب مع رغبات السلطات حتى لو تناقض ذلك مع حقيقة ما يجري على ارض الواقع، ولذلك اسبابه، فقد ظهرت مؤخرا بعض المؤسسات الاعلامية ذات التوجهات الحزبية واخرى ذات توجهات ربحية ولكل منها سلبياته فالاولى تعمل على تلميع واجهة الحزب الذي يمولها وتمرر افكاره وتدافع عنها والثانية مستعدة لفعل اي شيء لاي جهة قادرة على الدفع. هذه المؤسسات للاسف تستغل المستجدين من الاعلاميين عديمي الخبرة او اصحاب الخبرة المحدودة فتقوم بتسيسهم وفقا لرغباتها، والغريب انه بالرغم من تواضع الدور الاعلامي الذي تقوم به هذه المؤسسات الا انها تقف في الصف الاول، وعلى العكس من ذلك فان


المؤسسات الاعلامية ذات الفاعلية سواء اكانت محلية ام عربية ام غربية تعاني نكبات عديدة كعمليات قتل واختطاف واعتقال وتهديد صحفييها، حتى ان البعض منها اغلق مكاتبه وقام بالاستغناء عن العاملين فيها.


من هنا نستطيع القول ان الكثيرين من اعلامينا المحليين بحاجة ماسة للعديد من الامور وفي مقدمتها الاطلاع على العالم الخارجي بثقافاته المختلفة وبصورة خاصة مؤسساته الاعلامية التي تفسح المجال امام الصحفي لكشف الحقائق دون اي تدخل، كذلك التعبير عن افكاره ومبادئه حتى وان كانت تتعارض مع السياسة العامه لمؤسسته كما يقول الصحفي عدنان عبد تركي سكرتير تحرير صحيفة الفيحاء الذي يرى ان بعض المؤسسات المحلية تضغط على الصحفي" بجعله يتبنى سياستها خلافا لافكاره ومبادئه مستغله بذلك حاجته الى العمل.

 

هنالك امر اخر جدير بالاهتمام، وهو اتاحة الفرصة للصحفيين للمشاركة في الدورات التثقيفية المكثفة حول ماهية الاعلام سواء على صعيد المباديء الاساسية اوالمهنية على حد تعبير الصحفيه الهام محمد مراسلة فضائية السومرية التي ترى بان الصحفيين في العراق وخاصة المستجدين منهم بحاجة ماسة الى مثل هذا النوع من التاهيل، ويوافقها في هذا الراي الصحفي ضياء رسن مراسل صحيفة الفايننشل تايمز الذي يقول " انخرطت في العديد من الدورات الصحفية المتخصصة ولاحظت الفرق الذي عكسته على ادائي الاعلامي فيما بعد" وتحدث رسن كذلك عن مستوى زملائة من الصحفيين الذين يرافقوه في المؤتمرات الصحفية المختلفة فهو يجد انهم يفتقرون الى ابسط القواعد المهنية ويقول " يجب ادخالهم دورات صحفية مكثفة ".

 

في السياق ذاته نجد بأن امل صقر مراسلة هيئة الاذاعة البريطانية( بي بي سي) في العراق تقول ان من الضروري تفعيل عمل المنظمات التي تعنى بالدفاع عن حقوق الصحفيين وذلك بالتنسيق معها ومع المنظمات الدولية التي تعنى بذات الامر للتعرف على احتياجاتها لتطوير عملها بالشكل الذي يسهم في تحقيق الجدوى المرجوة منه والمتمثله في الدفاع عن الصحفيين ضد اي انتهاك يمارس ضدهم سواء اكان ذلك من قبل السلطات المختلفة في العراق او المؤسسات التي ينتسبون اليها فعادة ماتقوم بعض المؤسسات الاعلامية بتسريح العاملين فيها من الصحفيين دون سابق انذار او حتى توضيح اسباب هذا التسريح وهذا بحد ذاته يعد انتهاكا خطيرا ضد الصحفيين في العراق الذين عادة مايعملون دون توقيع عقود عمل مع مؤسساتهم الامر الذي ينعكس سلبا حتى على ادائمهم الصحفي الذي يضعف نتيجة لذلك.

 

من جانب اخر فان تنفيذ البحوث والدراسات التي تعني بحرية الصحافة وعملها كانت مطلبا ملحا من قبل الصحفيين العراقيين ،وهو ما يؤكده صفاء المنصور مقدم البرامج في راديو الذي قال ان الكثير من الصحفيين يعتمدون في اداء عملهم على دراسات وبحوث لا تتناسب مع عملهم في العراق والتي كانت قد اعدت لصحفيين غربيين تتناسب مع بلدانهم التي تتمتع بحرية واسعة للتعبير والعمل الصحفي الحر.

 

ودون الخوض في التفاصيل الاخرى التي لا يتسع المجال هنا لذكرها فان خروج الصحافة العراقية من مازقها يعد مطلبا وطنيا اجمع عليه الصحفيون الذين التقيناهم ، حيث تركزت

 

مقترحاتهم بهذا الخصوص على اقامة الدورات المختلفه وفتح المؤسسات الاعلامية المدعومة من جهات محايدة على ان يتولى زمام ادارتها صحفيون أكفاء يمتلكون مهارات اعلامية بحيث يستطيع العاملون معهم الاستفادة والحصول على اساليب الاداء المهني بما تحمل هذه الكلمة من ابعاد.

 

 

 

  • لجنة حماية الصحفيين تطالب سلطات العراق بضمان حماية الطائي وضمد

  • كردستان: اعتقال الصحفيين لن يخفي الأحداث ويقود لنتائج عكسية

  • سحب الهاتف والتوقيع على ورقة مجهولة.. صحفية تروي ظروف اعتقالها في السليمانية

  • انتهاكات حكومية ’بالجملة’ ضد الصحفيين أثناء تغطية أحداث الخضراء

  • قوة أمنية تعتدي على كادر الرابعة في البصرة بتحطيم المعدات والضرب والاحتجاز

  • وزير الداخلية يقاضي الإعلامي حيدر الحمداني بتهمة القذف والتشهير

  • قانون جرائم المعلوماتية: مُفصّل على مقاس السلطة.. ومخيّب لتطلعات الصحفيين

  • تعرض المراسل فاضل البطاط الى اعتداء على يد أمن فندق غراند ميلينيوم البصرة