مرصد الحريات الصحفية

مرصد الحريات الصحفية

الصفحة الرئيسية > الأخبار والتقارير > تهديد يصل لصحفية...

تهديد يصل لصحفية عراقية: لن نقتلك.. سنحرق وجهك فقط

 

 

2020-2-17

رغم إعلان زعيم التيار الصدري انسحاب تشكيل "القبعات الزرق" من ساحة التحرير، المقر الرئيس لاحتجاجات تشرين في بغداد، ثم إعلانه حلّ تشكيل القبعات نهائياً، مازالت الصحفية شهد الخليل وزميلاتها يتحدثن عن مخاوفهن من سلوكيات التشكيل التابع للتيار الصدري، خاصة بعد سلسلة اعتداءات نجحت العدسات بتوثيق بعضها، رغم المنع الشديد الذي فرضه انصار التيار على تصوير ما يجري في الساحة أثناء فترة انتشارهم المُعلن، وهو ما تسبب بالحادثة التي سردت الخليل تفاصيلها لمراسل مرصد الحريات الصحفية.

وتداول ناشطون في ساحة التحرير مشهداً مُصوراً يُظهر شخصاً وهو يتخطى الصفوف، ويقوم بانتزاع هاتف نقال من يد الصحفية شهد الخليل أثناء تصويرها بثاً مباشراً ثم يرميه بعيداً، تقول الخليل، إنها كانت المرة الثانية التي يتم فيها الاعتداء عليها يوم الثلاثاء، 4 شباط 2020، وأنها بعد سلسلة التهديدات التي تلقتها، تريد الإدلاء بشهادتها وتوثيق ما جرى لأنها تتذكر تماماً كيف تم قتل زميلها أحمد عبدالصمد في البصرة بدم بارد، وأنها لا تستبعد مصيراً مشابهاً بحقها بعد ما تصفها بـ"حملات التحريض التي يشنها قادة وزعماء تيارات سياسية معروفة".

تضيف "لم أغادر ساحة التحرير منذ 25 تشرين الأول، موعد الجولة الثانية لتظاهرات الأول من تشرين، لم أخرج من حدود محيط التحرير، وبقيت مستمرة في الساحة، أنا الآن برفقة الكثير من المتظاهرات والمتظاهرين نعيش فعلياً في الساحة، والدي يزورني في الساحة لنلتقي ويطمئن علي ويوصل لي بعض الحاجيات، لكن القلق حول سلامتنا الشخصية بدأ يتصاعد، فبعد أن كان خطر الاختطاف أو الاعتقال محصوراً بالقوات الأمنية والملثمين بالزي المدني، امتدّت المخاوف الآن لتشمل اشخاصاً يُشبهون المتظاهرين".

وعن ما واجهها في الساحة تقول "تعرضت للاعتداء على مرحلتين، صباح الرابع من شباط، وصل متظاهرو الطلبة كعادتهم واتجهوا إلى التحرير، حاول تشكيل القبعات منع الطلبة من الدخول، أنا كنتُ في المقدمة، وأبث ما يجري بشكل مباشر (لايف)، حتى قاطعني أحد عناصر القبعات وقال إن التصوير ممنوع، وحين قمت بإخباره بأني صحفية، وتجادلنا حول حقي بالتصوير وبث ما يجري، لم يفهم تقريباً ما أقول، لذا قام بضربي وحطّم هاتفي الجوال".

تضيف "فيما بعد، تدخل الطلبة وقاموا بسحبي من أيدي عناصر القبعات ووفروا لي الحماية، إلا أن الاعتداءات لم تتوقف، حيث شهِد اليوم ذاته الاعتداء الثاني الذي تم توثيقه في الفيديو الشهير".

تقول الخليل "دخلنا من نفق السعدون باتجاه الخلاني وفقاً للمسار المعتاد لتظاهرات الطلبة، لكن السرايا تجمعوا بحلقة حول الطلبة وضربوهم بالهروات، كما ضربوا أحد أعضاء اتحاد الطلبة وأغمي عليه وكان هناك مسعفة تحاول معالجته، فيما كان عضو آخر في اتحاد الطلبة يحاول إعادة الطلبة ومنعهم من الوصول إلى المكان الذي يتمركز فيه السرايا او القبعات لحمايتهم من التعرض للضرب، إلا أن السرايا قاموا بضرب هذا العضو الآخر، ما دفعني لاستضافته في البث المباشر للحديث عن ما جرى، وقال في الاستضافة المباشرة إنه كان يحاول منع الطلبة من التقدم وتعرض للضرب على ايدي القبعات، واضطررت للصعود على دراجة نارية كانت متوقفة في نهاية نفق التحرير واكمال الحوار مع عضو الاتحاد، إلا أني تفاجأت بوصول 3 أشخاص، أحدهم وقف خلفي وهو يمسك هراوة، والثاني كان أمامي ويوجه الشتائم بشكل عشوائي، أما الثالث فهو الشخص الذي ظهر في الفيديو، وقال الأصدقاء المتظاهرون لاحقاً أن اسمه حيدر نعمان، وأنه رئيس تشكيل عشائري يسمى درع المياح، وآمر في سرايا السلام الفوج الرابع كما فهمت".

تتابع "قررت رفع دعوى قضائية، ضد الاعتداءات وسيل التهديدات التي اتلقاها، أوصل لي أحدهم عبارةً تكشف مستوى الجهة المقابلة، قال: "لن نقتلها.. سنحرق وجهها فقط"، لكنّي لا أستطيع مغادرة ساحة التحرير دون أن أشعر بالأمن، أحتاج للمغادرة بأمان للمضي بإجراءات الدعوى، لكني لا يمكن أن أخمّن ما الذي يُمكن أن يفعله هؤلاء، فبعد أن تم التعرف على هوية الشخص الذي هاجمني واصوله العشائرية وموقعه في الفصيل المسلح، اصدرت عشيرته بياناً قالت فيه إن ما يجري هو استهداف للمجاهد حيدر وأنها لن تسمح به، لا أدري ما الذي يُمكن أن يحدث، تذكرون قبل أيام كيف هاجمت الجهة ذاتها خيمة طلبة جامعة الفارابي، طعنوا طالبة واختطفوا طالباً،

والكثير من الفتيات والسيدات المشاركات في التظاهرات تعرضن للضرب، لكنهن يخشين الحديث لأنهن شاهدن بأنفسهن مصير الأشخاص الذين يتحدثون عن ما جرى لهم، بعض السيدات بعمر والدتي، تعرضن للضرب، ويخشين الحديث، أنا الوحيدة التي تم توثيق الاعتداء عليها بالصدفة، حيث ابلغني احد الطلبة انه كان يصور ما يجري لي خلسة، لكن غيري كثير..".

وحول الزيارة التي اجراها كاظم العيساوي، -وهو أبرز مسؤول في فصيل سرايا السلام- إلى ساحة التحرير ولقائه بالناشطين لبحث مسألة الاعتداءات التي طالتهم على يد تشكيل القبعات الزرق، تقول الخليل، "هناك مَن عرض التوسّط من أجل قيام التيار الصدري بتقديم اعتذار عن اعتداءات أنصاره بحقي أو ضد بقية الصحفيات والمتظاهرين، لكنّي لا أعتقد أن هذا سيمنع تكرار هذه السلوكيات، فالجهة ذاتها واصلت سلوكياتها بعد اجتماع العيساوي، وحتى مع اعلان السيد الصدر حلّ القبعات الزرق".

تمضي الخليل في حديثها عن الشخص المتهم "هناك تغريدة للصدر تمنع تواجد الحشد في ساحات الاعتصام، وفي اجتماع التيار الصدري بالمتظاهرين، قال أنصار التيار أن الاعتداءات تجري على يد مندسين لا يمثلون القبعات، لكن الشخص المتورط بالاعتداء وآخرين معه، كان في جيش المهدي وكذلك في الحشد الشعبي كما تُظهر الصور، التي ينشرها هو شخصياً، بزيّه العسكري وسلاحه ثم بقبعته، وفضلاً عن هذا، فقد استنكرت عشيرته ما قالت إنها حملة تشويه وهجمة يتعرض لها ابنها بعد تصاعد الاستنكارات ضد سلوكه، كما أن تعليقات تم توثيقها صدرت عن ابناء عشيرته تتوعد باستهداف المتظاهرين الذين يسيؤون إلى نعمان".

تختم الخليل  حديثها،  لقد خسرت زميلي أحمد عبدالصمد قبل أسابيع باستهداف واضح، مرّت حادثة مقتل أحمد مرور الكرام كغيره، رغم أنه أعلن عدة مرات أنه يتعرض لتهديدات، لكن الجميع انتظر حتى مقتله ليصدروا بعض البيانات، ولذا.. أحاول توثيق ما تعرضت له وما يتعرض له الصحفيون في الساحة ابتداءً من شباط.

 

 

 

  • الانتهاكات الحكومية ضد الصحفيين استمرت أثناء تغطية ذكرى تظاهرات تشرين

  • لجنة حماية الصحفيين تطالب سلطات العراق بضمان حماية الطائي وضمد

  • سحب الهاتف والتوقيع على ورقة مجهولة.. صحفية تروي ظروف اعتقالها في السليمانية

  • مرصد الحريات الصحفية يشارك في ’بيان آب’ لوقف الانتهاكات بكردستان

  • قوة أمنية تعتدي على كادر الرابعة في البصرة بتحطيم المعدات والضرب والاحتجاز

  • وزير الداخلية يقاضي الإعلامي حيدر الحمداني بتهمة القذف والتشهير

  • قانون جرائم المعلوماتية: مُفصّل على مقاس السلطة.. ومخيّب لتطلعات الصحفيين

  • تعرض المراسل فاضل البطاط الى اعتداء على يد أمن فندق غراند ميلينيوم البصرة