مرصد الحريات الصحفية

مرصد الحريات الصحفية

الصفحة الرئيسية > قضايا ومقالات > تطوير الإعلام لا...

تطوير الإعلام لا تطويعه

لا أدري إن كانت هناك مهنة تمر بمرحلة تطور مثيرة كالاعلام في كل العالم. أفقيا وعموديا الاعلام العربي بدوره يعيش لحظة التقدم نفسها من حيث التوسع والتوغل والشمول والتأثير. وهذا لا يعني انه يعيش قمة النجاح، او يحقق كل ما يفترض فيه كخدمة مجتمع معلوماتية كبيرة، ليس بعد، لكنه يسير بشكل سريع وفي خط مستقيم، وينتظر منه ان يقود المجتمع نحو التطوير العام. وقد يبدو غريبا ان نضع المسؤولية على الاعلام الذي وصل متأخرا، ولا يزال مكبلا، بوضع المجتمع ومؤسساته وأنظمته التي تجعله بطيئا. وهنا سيقال لماذا هذا التناقض بين ان نصفه في البداية بالأرنب السريع، ثم نعترف بأنه سلحفاة ثقيلة الخطى في السير الى الامام؟ نحن نقارن الامور بنفسها، أي الاعلام العربي اليوم باعلام امس، وهنا تصبح الصورة مشرقة الى حد ما، او على الأقل واعدة.
انما السؤال الأهم لماذا نعلق الأمل على الاعلام، لا على المؤسسات السياسية والتعليمية والثقافية الأخرى والاقتصادية وحتى الدينية؟
السبب في الحضور الميداني، وقدرة الاعلام على التعامل المباشر مع كل الفئات، من صانعة القرار الى المواطن العادي البسيط. نعلق الأمل لأن التثقيف يهم الجميع، ولا يخص فئة دون أخرى. ولا اريد ان اصور الاعلاميين على أنهم محررو الأمة، او سيوف الحق، بل التذكير بأنهم الموصل شبه الوحيد بين الجميع، ينقلون بين الاطراف القضايا والأفكار والخلافات والمصالحات والآمال.
لماذا الاعلام والعالم العربي تحديدا؟ السبب أن عالمنا لا تؤثر فيه الوسائل الاخرى، حيث لا توجد احزاب شعبية قائدة، ولا معارضة صالحة او ناجحة، ولا مؤسسات دينية سياسيا متطورة، ولا تعليم يحث على التفكير والتغيير. والناس لا تقرأ الكتب، ولا تتأثر ببقية الوسائل التثقيفية الأخرى، من فنون المسرح الى الرسم. وهذا يختصر القصة في ان الاعلام الوحيد الذي يمكن ان يعوض عن النقص في كل الدوائر السابقة دون ان نبالغ ونعول كثيرا على ان الاعلام قائد شعبي مضمون النتائج. الاكيد انه موصل خطير قد يرمي المجتمع الى الهاوية او قد يقوده الى القمة. هو الوسيلة الأكثر انتشارا، والأكثر توصيلا بين الدوائر المتحركة وحتى الخاملة.
وتاثير الاعلام الشعبي في العالم العربي ساحق قلما نجد له مثيلا في العوالم الأخرى. فأكثر برنامج سياسي تلفزيوني مشاهد يوميا في الولايات المتحدة مثلا لا يسجل اكثر من اربعة ملايين مشاهد، في حين ان مثيله في العالم العربي يجلس قبالته نحو اربع مرات هذا الرقم من المشاهدين. وهذا التأثير الخطير يتطلب بالتأكيد مسؤولية أكبر على الجانبين. فالاعلام يفترض انه مسؤول عن نفسه وتصرفاته لكن الحقيقة أن من يدفع ثمن اخطائه هو المجتمع. والمؤسسات المجتمعية الأخرى عندما تحاول تقييد الاعلام حماية لمصالحها، سواء كانت تلك القوى سياسية او اقتصادية او مثقفة او قوى اجتماعية، فإنها عمليا تدفع بالاعلام الى الخروج عليها لا الى طاعتها. هذه طبيعة الاعلام المتفلتة، خاصة في زمن صار صعبا تكبيله، وهذا ما يجعل الخيار الطبيعي هو فهمه والتصالح معه.
اعتقد ان هناك واجبات كثيرة علينا في الاعلام، ابرزها تطوير المهنة الذي هو المفتاح، فإصلاح الاعلام ضرورة اولى قبل اصلاح القراء والمشاهدين.
alrashed@asharqalawsat.com
الشرق الاوسط

 

 

 

  • لجنة حماية الصحفيين تطالب سلطات العراق بضمان حماية الطائي وضمد

  • سحب الهاتف والتوقيع على ورقة مجهولة.. صحفية تروي ظروف اعتقالها في السليمانية

  • البصرة: اعتداء على إعلامي واجباره على توقيع تعهد بعد توثيقه حالة قمع (فيديو)

  • قوة أمنية تعتقل صحفيين أثناء التغطية في النجف

  • قوة أمنية تعتدي على كادر الرابعة في البصرة بتحطيم المعدات والضرب والاحتجاز

  • وزير الداخلية يقاضي الإعلامي حيدر الحمداني بتهمة القذف والتشهير

  • قانون جرائم المعلوماتية: مُفصّل على مقاس السلطة.. ومخيّب لتطلعات الصحفيين

  • تعرض المراسل فاضل البطاط الى اعتداء على يد أمن فندق غراند ميلينيوم البصرة