مرصد الحريات الصحفية

مرصد الحريات الصحفية

الصفحة الرئيسية > الأخبار والتقارير > بقلم نزار الراضي...

بقلم نزار الراضي / من يشهد على دمي يا طائر القبج

لم يستبعد زميلنا نزار عبد الواحد الراضي اغتياله في ائ وقت وهو علي يقين تام ان لا احد سوف يشهد على مقتله، وقال انه يعلم جيدا ان مقتله سوف لم يكن على امر مختلف من بقية زملائه الذين قتلوا و تحولوا الى بينات وتقارير اخبارية سرعان ما طوتها الساعات، شخصية نزار الراضي تمثل الشخصية الحقيقة لارادة الصحفي الشجاع الامين، الذي حاول ان يستمر في طريق عرف نهايته و وثقها بكتاباته الصحفية، وهذه هي الشخصية الحقيقة للصحفي العراقي الذي يطارده خطر الموت في كل مكان دون ان يتوقف عن عمله متحملاً مسؤولية مهنية في نقل الحقائق والاخبار بكل مهنية وحياد..


وهذه مقالة للراضي يتنبأ فيها نهاية رحلته .. رحلة الكلمة الصادقة والحرة بالصورة المتحدية والمبداية التي واجهها صباح يوم امس الاربعاء.

 

من يشهد على دمي ياطائر القبج ؟

نزار عبد الواحد الراضي

 

لا يمكن لأ ي مطلع ومنصف ان يتناسى عنف الواقع اليومي الذي يواجه العراقيين. و تتضاعف عناصر الخطر والتهديد على حياة الصحفيين وحياة عوائلهم بحكم حركتهم الاستثنائية اليومية, وهويتهم التي يصنفها الارهابيون كهدف مميز لجرائم اغتيالهم أو اختطافهم ..

مظاهر العنف اليومي الذي يطال شريحة الصحفيين والاعلاميين بات من الصور المعتمة التي اخذت تنتشر في زوايا العراق واركانه معلنة ان فتكا مقصودا ومدروسا ومع سبق اصرار وترصد يجعل كل من يعمل في قناة او منفذ اعلامي مهما كان حجم دوره هدفا مباشرا للقتل والارهاب المتعدد الانواع، قصص لا تنتهي من المواجهة اليومية لملامح حياة لا تمتلك الكثير من مواصفات الحياةالأدمية مع الأسف ..!

ولعل لكل مهنة اشجانها ومعاناتها ولكن ان يكون الضرر بالحياة في مهنة هدفها تخفيف الضرر عن الجميع بأنارة قبس الحقيقة ليكون الكل مشاركون فاعلون في الفعل البناء، خاصة في مجتمع يعمل للسير في ركب الديمقراطية، والتي كانت حافزا لحرية التعبير المسئوله، التي هي المقوم الاساسي المبني على اساسيات العمل الصحفي المعروفة.

لعل السؤال الاكثر واقعية في خضم انهار الدم التي ندفعها يوميا، مالذي ادى ليكون الصحفي هدفا للقتل او التصفية او التهديد؟ ولاننا لانريد ان نبحث في هذا الموضوع الذي وضعت حوله الكثير من الاطروحات ليس في العراق بالطبع لان المسببات هنا اكبر من أي اطروحه، لان حالات القتل في اعلى مستوياتها في تلك البلدان لم تصل الى مانشهد اليوم في العراق وسط تفرج الاجهزة التشريعية والتنفيذية وكأن التقارير التي تصدرها كبريات المؤسسات الصحفية العالمية كالاتحاد الدولي للصحفيين ومنظمة مراسلون بلا حدود والجمعيات المعنية بالدفاع عن حقوق الصحفيين ومنظمات حقوق الانسان لاتعني مسئولينا من قريب ولا من بعيد، ولم يكلف احد نفسه بأخذ مبادرة تعمل على حماية الصحفي، والذي عليه ان يحمي نفسه في كل الظروف من كل التحديات فالمؤسسات الاعلامية هي الاخرى تقف عاجزة امام مسلسل العنف الدموي والامثلة اشهر من ان تساق.

أي منحنى يتجه اليه اعلاميو وصحفيو العراق كل ينوء باعباء متعددة تفرضها متغيرات الحياة الانية ولكن الانكى في كل ذلك هو الصمت المطبق امام دمائنا، الواقع يقول ان الجهات المعنية بسلامة كل فرد في ارض الوطن لاتعنى بسلامة اقلامها والسنتها واصواتها، لم نشهد لليوم قانون او تشريع خاص للصحفيين عدا الانظمة الداخلية للمؤسسات النقابية المدنية الخاصة بالتجمعات الصحفية والاعلامية، لم نشهد انبثاق قانون خاص لحماية الصحفيين ولم نشهد محاكمة طالت القتله الذين استباحو حرمة دماء زملاء لنا اعزاز واحباء، لم ار سوى صيحات وبيانات استنكار تتبادلها مؤسساتنا المختلفة لاتغني ولاتسمن من جوع هل انبرى من بين ممثلينا في مجلس النواب من نادى بالحفاظ على ارواحنا، هل جنينا على انفسنا بهذا العمل، نريد خطوات عملية تبرز للنور وتفعل فعلها المؤثر مثلما لنا دور في خدمة هذا الوطن من اقصاه الى اقصاه واضعين كل الاخطار وراء الظهر لنكون بلسما للكثير من انات ابناء شعبنا، وهذا محركنا ودافعنا.

كان ياماكان في قديم الزمان، كان هناك رب اسرة ضاقت به سبل المعيشة في بلدته فخرج يلتمس رزقه في مدينة اخرى واخذ زوادته وسار في طريقه وحيدا يقع الفيافي والوديان حتى باغته لصان ولم تنفع توسلاته معهم بالابقاء عليه وبعد ان ايقن انهم قاتلاه نظر فاذا طائران من طيور القبج (*) المغرده فوق الشجرة التي سيذح عندها فنادهم ياطائرا القبج اشهدا على دمي، وتصل اخبار قتله الى عائلته، وبعد سنوات طويله ينزل القاتلان ضيوفا عند ابناء القتيل الذين اكرموهم ووضعوا امامهم طائرا قبج محمرين وماان شاهدهما اللصان حتى ضحكا وتعجب الاولاد من ضحكهم وبعد ان اخبراهما بقصة المسكين الذي اشهد الطيور على دمه عرفوا انهم قتلة ابيهم فاقتصوا منهم القصاص العادل.

ونحن، اهناك من يشهد على دمائنا التي تراق يوميا، ام سنبقى ارقام تتصاعد في البيانات والتقارير وليس هناك في الميدان شاهد.


(*)القبج :طائرجميل مغرد يعيش شمال العراق

 

 

 

  • لجنة حماية الصحفيين تطالب سلطات العراق بضمان حماية الطائي وضمد

  • سحب الهاتف والتوقيع على ورقة مجهولة.. صحفية تروي ظروف اعتقالها في السليمانية

  • البصرة: اعتداء على إعلامي واجباره على توقيع تعهد بعد توثيقه حالة قمع (فيديو)

  • قوة أمنية تعتقل صحفيين أثناء التغطية في النجف

  • قوة أمنية تعتدي على كادر الرابعة في البصرة بتحطيم المعدات والضرب والاحتجاز

  • وزير الداخلية يقاضي الإعلامي حيدر الحمداني بتهمة القذف والتشهير

  • قانون جرائم المعلوماتية: مُفصّل على مقاس السلطة.. ومخيّب لتطلعات الصحفيين

  • تعرض المراسل فاضل البطاط الى اعتداء على يد أمن فندق غراند ميلينيوم البصرة