اعتبر رئيس تحرير صحيفة (الصباح) اليومية، الثلاثاء، أن التهديدات التي تلقتها الصحيفة اليومين الماضيين، تهدف إلى حرف مسار الصحيفة عن كشف الحقائق والمفسدين. وقال إن من يسرقون أموال العراق "لا يقلون جرما" عن الجماعات المسلحة والخارجين على القانون.
وذكر الصحفي فلاح المشعل للوكالة المستقلة للأنباء) أصوات العراق)، الثلاثاء، أن التهديد الذي تلقته (الصباح) عبر الإنترنت، على مدى اليومين الماضيين، على خلفية نشرها ملفات فساد تتعلق بالهلال الحمر العراقي "تهدف إلى حرف مسار الصحيفة عن كشف الحقائق والمفسدين".
وأضاف قائلا " إن الذين يسرقون أموال العراق لا يقلون ضرراً وجرماً عن الذين يقتلون الناس بعناوين زائفة تتاجربأرواح العراقيين".
وكانت (الصباح)، وهي صحيفة يومية سياسية تصدر عن (شبكةالإعلام العراقي) المملوكة للدولة، نشرت اليوم (الثلاثاء)، خبرا بعنوان (الصباحتتلقى تهديدات بسبب مهنيتها الحرة)، كشفت فيه عن تلقيها أكثر من رسالة تهديد، علىمدى اليومين الماضيين، من مصادر مجهولة تتوعد العاملين فيها بالقصاص في حالاستمرارهم بالكشف عن ملفات الفساد ومتابعة مجريات التحقيق بشأن قضية هيئة الهلال الأحمر.
وأوضح المشعل أن تلك التهديدات " ليست بجديدة على الصحيفة، التي توالتعليها التهديدات كالمطر من جهات مجهولة متعددة خلال المدة الماضية"، لكنه لفت إلى أن التهديد الأخير "جاء مختلفا، كونه يهدف إلى حرف مسار الجريدة عن كشف المزيد منالحقائق التي وصلتها بالوثائق من مجلس القضاء الأعلى، عن قضية الهلال الأحمرالعراقي ورئيسها سعيد إسماعيل حقي".
وأثارت (الصباح)، قبل أيام، قضية الهلالالأحمر العراقي، عندما نقلت عن ما اسمته "مصادر مطلعة" في الهيئة أن رئيسها الدكتورسعيد إسماعيل حقي "هرب إلى خارج البلاد، على خلفية اتهامه بقضية اختلاس، بعد أنعجزت السلطات التنفيذية عن تنفيذ أمر القبض الصادر ضده، كونه يحمل جواز سفر أمريكي" حسبما نشرت الصحيفة.
وكشف رئيس تحرير الصحيفة أن التهديد الأخير "حذر منالاستمرار بكشف المزيد من المعلومات واستهداف الشخصيات في الهلال الأحمر"، مشيراإلى أن التهديد طالب العاملين في الجريدة بـ "عدم الامتثال لأوامر رئيس التحريربهذا الشأن"، في تحريض واضح لهم على عدم النشر.
وأضاف أن (الصباح) جريدة "تقف على المسافة نفسها من جميع الأطراف والكتل السياسية، كونها مملوكه للدولة. وهي لاتستهدف أحداً بعينه، بل تتعامل مع حقائق تفضح أي مفسد، سواء من الهلال الأحمر أوغيره".
وشدد فلاح المشعل على أن مثل هذه التهديدات " لن توقف الجريدة عن المضيقدما في نهجها، الرامي لكشف الفساد والمفسدين بالأدلة والمستندات القانونية، لأنخطرهم على الدولة والمجتمع لا يقل عن خطر الجماعات المسلحة التي تمارس العنف، وعن خظر الخارجين عن القانون".
وبشأن أسباب نشر خبر التهديد في الصفحة الأولى من عددالجريدة، اليوم (الثلاثاء)، قال المشعل " إن ذلك جاء بهدف إرعاب من أرسلوا التهديد،كي لا يتوهموا أننا نخافهم".
وأشار إلى أن (الصباح) تلقت في السابق "ما لا حصرله من التهديدات، وتعرضت لتفجيرين. كما تعرض العديد من منتسبيها لمحاولات اغتيال. وهي كوسيلة إعلامية تعبر عن الهم العراقي، قدمت (20) من أسرة تحريرها بين شهيدوجريح، قربانا للكلمة الحرة".
ومضى المشعل قائلا " المعركة إنتقلت الآن منمواجهة الإرهاب، إلى محاربة المفسدين"، لافتا إلى أنه وفقا للدستور العراقي فإن الصحافة "تمتلك سلطة رقابية تلزمها بنشر الحقائق وإيصالها إلى الرأي العام، علىأساس ثوابت مهنية واضحة".
وجددت (الصباح)، في الخبر الذي نشرته اليوم، تأكيدهاعلى "العمل وفق ضوابط العمل الصحفي، والتزامها بأخلاقية المهنة"، موضحة أنها "لن نتردد أو تتهاون في نشر المعلومات عن أي قضية تتعلق بالفساد والاختلاس وتمس قوتالشعب وماله وحقوقه المشروعة، كونها مؤسسة ناطقة بلسان الدولة وملك صرف للشعب العراقي. وأنها تستمد قوتنا من الحرية التي تتمتع بها وفق ما جاء في الدستور،وكونها تمثل الرأي العام والسلطة الرابعة ضمن تسلسل النظام السياسي الديمقراطي القائم" في العراق.
المصدر / اصوات العراق