يبدي مرصد الحريات الصحفية قلقه الشديد جراء استمرار الجيش الامريكي أحتجاز المصور الصحفي ابراهيم جسام،دون مبرر قانوني، خاصة بعد ان لم تجد المحكمة الجنائية المركزية أي دليل على ادانته، وأمرت الجيش الامريكي بالافراج عنه.
جسام المعتقل حالياً في سجن كامب كروبر قرب مطار بغداد، يعمل مصور حر لصالح وكالة رويترز وسائل اعلام عراقية أخرى، كان قداحتجز في أوائل سبتمبر أيلول من العام الماضي ،أي مايقرب من ستة اشهر، بعد ان داهمت قوات مشتركة أمريكية وعراقية منزله في المحمودية،جنوب بغداد،واعتقلته وصادرت أدوات التصوير الخاصة به.
وكان الجيش الامريكي قد قدم جسام للقضاء العراقي ،بعد ستين يوماً من احتجازه، الا ان القضاة العراقيين لم يجدوا أي دليل على ادانته وحكموا بالافراج عنه.
ويزعم الجيش الامريكي ان جسام يشكل "مصدر خطر على الأمن والاستقرار في العراق". وفقاً للميجر نيل فيشر المتحدث باسم الجيش الامريكي المختص بشؤون المحتجزين بالعراق.
وفي الحكم ذاته الذي صدر عن المحكمة الجنائية المركزية،قال الادعاء العراقي انه "طلب من الجيش الامريكي مرارا تقديم الادلة المتوفرة لديه ضد جسام ولكن القوات الامريكية لم تقدم أي دليل".
وكان مرصد الحريات الصحفية قد ارسل استفسارات رسمية للجيش الامريكي، في الاول من كانون الاول ديسمبر من العام الماضي، حول قانونية بقاء جسام قيد الاحتجاز بعد ان قررت المحكمة الافراج عنه،فرد الميجر نيل فيشر،من خلال رسالة الكترونية، انه "وعلى الرغم من تقديرنا لقرار المحكمة الجنائية المركزية العراقية في قضية جسام فان قرارها لا يلغي المعلومات المخابراتية التي تصنفه حاليا على أنه مصدر خطر على الأمن والاستقرار في العراق."
واضاف فيشر في الرسالة الالكترونية ذاتها، ان "القوات الامريكية في العراق ليست ملزمة بتطبيق حكم قضائي عراقي بالافراج عن جسام".
وفي الوقت الذي يدين فيه مرصد الحريات الصحفية عملية احتجاز جسام، فإن المرصد يرى احتجاز صحفي لمدة ستة أشهر دون مراعاة الحد الأدنى للإجراءات القانونية المتبعة يمثل انتهاكا غير مقبول لتمكن الصحافة من القيام بدورها فضلاً عن كونه فعل منافي لرسالة الديمقراطية واحترام سيادة القانون.
ويدعومرصد الحريات الصحفية رئيس الوزراء نوري المالكي بصفته على رأس السلطة التنفيذية بالتدخل للاسراع باجراءات اطلاق سراح المصور الصحفي ابراهيم جسام،وفقاً لقرار المحكمة الجنائية المركزية، بعد ان طال احتجازه لمدة زمنية تحمل خلالها معاناة نفسية وجسدية، وكذلك اسرته التي تنتظر قراراً وتدخلاً سريعاً من الحكومة العراقية بهذا الخصوص.