مرصد الحريات الصحفية

مرصد الحريات الصحفية

الصفحة الرئيسية > قضايا ومقالات > الصحافة الحزبية ......

الصحافة الحزبية ... إلى أين ؟

ثورة إعلامية وثقافية رافقت عملية التغيير السياسي في العراق بعد خمس وثلاثين عاما من الكبت الثقافي والإعلامي، إذ كانت تصدر آنذاك بعض الصحف الحزبية او المهنية فضلا عن عدد محدود من القنوات التلفزيونية المحلية التي تعد بأصابع اليد والمؤدلجة لشخصية الدكتاتور، ما ان ينتهي من حديث مطول حتى يعاد الحديث بعد دقائق معدودات...


كانت مرحلة ما بعد التغيير اشبه بغزو ثقافي وإعلامي، وكم هائل من الصحف والمجلات والقنوات الفضائية والمؤسسات الإعلامية والثقافية، منها ما هو مبني على أرضيات مهنية صحيحة، ومنها ما هو فوضوي لا يستند إلى أي منطق سوى ارتباطه بالجهات المانحة او الممولة لأغراض سياسية معروفة...


أكثر من ( 250 ) صحيفة صدرت بعد السقوط الدراماتيكي، وصارت الساحة العراقية ملأى بأنواع الصحف، بعضها يتبع لأحزاب وجهات سياسية، والآخر يدعي الاستقلالية، فيما الخطاب السياسي يفضح الجهة الممولة او الغرض من الإصدار.. ولكن ما يهمنا هنا هو الصحافة الحزبية، هل اثبتت وجودها، وهل تبنت الخطاب الإعلامي القريب من الشارع العراقي أو ان الخطاب المؤدلج للشخصية الحزبية يطغي على المطبوع ؟؟
للأسف الشديد فإن أكثر الصحف الحزبية فقدت قراءها، وباتت لا تمثل إلا الحزب نفسه، قراؤها وروادها وكتابها من الحزب نفسه، لأن صفحاتها لا تحمل غير تحركات رئيس الحزب من غرفة القيادة حتى دورة المياه، وما بينهما هي سياسة الحزب...


الصحافة متى ما كانت قريبة من المواطن وتنقل همومه وآلامه وطموحاته حتى لو كانت حزبية، فإنها تخترق تركيبته، ويمكن ان توصل فكرها بأسلوب فطن وبخطاب دبلوماسي هادئ...

هناك صحف ادركت اللعبة، وتركت الخطاب السياسي جانبا، وباتت تتطرق إلى همّ الشارع وتضرب على أماكن الخلل حتى لو كان داخل الحزب، حتى ان بعضا يستغرب عندما تنشر صحيفة حزبية مقالا أو ردا ينتقد سياستها، وهذا هو الصحيح في العمل الإعلامي، ليس المهم ان تنقل وجهة نظرك إلى القارئ، وإنما ان تنقل وجهة نظر القارئ في الوضع السياسي لأنه صاحب القرار الأول والأخير، فاصبعه خير دليل على ذلك...
عشرات الصحف الحزبية توزع مجانا او توضع على رفوف المؤسسات الثقافية والإعلامية، ولكن الوسط الثقافي لا يقلبها ولا يتقبلها لأنه يعرف انها صحيفة حزبية ضيقة تنقل تحركات واجتماعات وهبات الزعيم الحزبي، بينما هناك صحف يسعى القارئ إليها، يشتريها حتى لو كانت بأسعار عالية، ويقرأها من الغلاف إلى الغلاف لأنها قريبة إلى نبض الشارع وهمه...


ما زالت بعض الصحف تصدر لاثبات ان الحزب باقٍ على قيد الحياة في الساحة السياسية حتى لو كان المسؤول يخسر مبالغ طباعتها او حتى لو طبعت منها ألف نسخة ووزعت مجانا...

العمل الصحفي يحتاج إلى مهنية عالية، وإلى مسؤولين يعرفون كيف يحاكون الشارع، وكيف يصلون إلى القاعدة الشعبية التي تعد الأهم على مستوى القراءة والتأثير...

الصحافة الحزبية عندما تكون فئوية تفقد قراءها، ولكن عندما تنفتح على الآخرين فإنها تزيد مساحة قرائها وتحافظ على شعبيتها لان الشعبية لا تأتي من حركة المسؤول ذات اليمين وذات الشمال او لقاء اقرانه من السياسيين، ولكن عندما يدخل بيوت المواطنين ويوصل همومهم ويدع الصفحة الأولى والخبر الرئيس للوضع الأهم، لا إلى الحركة اللوجستية له...


أحزاب كثيرة فقدت قراءها لان صحفها مؤدلجة للشخصية الواحدة وحتى العاملين فيها يحابون المسؤول ويوصلون له الأخبار المغلوطة بأن خبر الزيارة إلى هذه العائلة او تلك سيقيم الدنيا ولا يقعدها، وان الصحيفة ستوزع بكامل نسخها من دون مرتجع.

 

 

 

  • على حكومة العراق الاستعداد للأحداث المتوقعة وإيقاف استهداف الصحفيين

  • الانتهاكات الحكومية ضد الصحفيين استمرت أثناء تغطية ذكرى تظاهرات تشرين

  • لجنة حماية الصحفيين تطالب سلطات العراق بضمان حماية الطائي وضمد

  • قوة أمنية تعتقل صحفيين أثناء التغطية في النجف

  • قوة أمنية تعتدي على كادر الرابعة في البصرة بتحطيم المعدات والضرب والاحتجاز

  • وزير الداخلية يقاضي الإعلامي حيدر الحمداني بتهمة القذف والتشهير

  • قانون جرائم المعلوماتية: مُفصّل على مقاس السلطة.. ومخيّب لتطلعات الصحفيين

  • تعرض المراسل فاضل البطاط الى اعتداء على يد أمن فندق غراند ميلينيوم البصرة