مرصد الحريات الصحفية

مرصد الحريات الصحفية

الصفحة الرئيسية > قضايا ومقالات > صدمة الصحافة العراقية...

صدمة الصحافة العراقية لم تكن "كذبة نيسان"!

عاش الاعلام العراقي مطلع هذا الشهر صدمتين متتاليتين، لم تكشفا فقط عن هشاشة الامن ونسبيته في مدينة كبغداد، وانما كشفا ايضاً محنة يعيشها الصحافي العراقي الذي مازال منذ عشرة اعوام يسير وسط حقل الغام.


للوهلة الاولى ظن الكثيرون انها "كذبة الاول من نيسان الشهيرة" عندما ردد صحافيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" و"تويتر" استغاثات عن وجود مجموعة مسلحة تقتحم الصحف وتعتدي بشتى انواع الاسلحة على الصحافيين.


كان الخبر الذي تم تداوله مربكاً :"مجموعة مسلحة مجهولة تقتحم صحف الناس والبرلمان والمستقبل البغدادية، وتعتدي على منتسبيها بالسكاكين والهراوات، وتهدد باقتحام صحف اخرى".

بدأت الاتصالات بين زملاء المهنة الواحدة تتوالى، فتطور الخبر بعد ساعات ليتوضح ان تلك المجموعات المسلحة تابعة لرجل دين شيعي اسمه محمود الصرخي يعترض اتباعه على اخبار ملفقة نشرتها تلك الصحف تخص زعيمهم الروحي.


نامت الصحافة في العراق على تساؤلات محيرة، اين ذهب نحو نصف مليون جندي وشرطي لايتركون شبراً في بغداد الا ووجدوا فيه؟ اين ذهبت الخطط الامنية التي تعلنها الحكومة بشكل يومي؟ وما هو مصير مئات من نقاط التفتيش تمر من خلالها سيارات تحمل مسلحين وتتنقل لاحراق الصحف والاعتداء على الصحافيين؟.

الاجابة كانت بمثابة "فاجعة" في اليوم التالي مباشرة : فالصحف التي احرقت وتم الاعتداء على منتسبيها تخرج بمانشيتات عريضة تمثل بيانات وتصريحات لرجل الدين الذي اتهم انصاره بالاعتداء عليها!.


تمسكت الصحف البغدادية المنكوبة برواية جديدة : "ان المجموعات التي نفذت العملية لاتنتمي الى مجموعة الصرخي" في مقابل افراغها حيزاً اساسياً من صفحتها الاولى لتبرأة رجل الدين المذكور من الاخبار التي تسببت بكل تلك البلبلة، وتكذيب مانشترته تلك الصحف نفسها في اليوم السابق، حول ان انصار رجل الدين كانوا بنية اقتحام مرقد شيعي مقدس في كربلاء.


فاجعة اليوم التالي لحادثة الاعتداء كانت اشد من فاجعة الاعتداء نفسه، فالصحافة العراقية يبدو انها ادركت بعد حركة نفذها مجموعة مسلحين تسببوا باصابة نحو 4 صحافيين بجروح وتدمير 3 صحف وتوجيه رسائل تهديد الى وكالات انباء محلية وتلفزيونات، ان الاثمان التي يمكن ان تدفعها في مواجهة مع حركات راديكالية محلية باهضة، ولن تكون في صالحها، وربما ادركت من زاوية اخرى، ان كل الجيوش الامنية المنتشرة في الشوارع لن تتمكن من حماية بناية لصحيفة او مؤسسة اعلامية، ولن توفر مناخاً خارج التهديد لصحافي عراقي واحد.


تلك تكلفة باهضة حقاً، لكنها تعيد وضع الصحافة العراقية امام اختبارات جسيمة، فالخطوط الحمر التي قد تبدو للوهلة الاولى غير منظورة ، هي في الحقيقة اكثر وضوحاً من خط المانشيت الرئيسي، والاحتماء بالدولة اقل تأثيراً من الاحتماء باطراف سياسية قادرة على منح الحماية.

في اليوم الثالث اعلن رجل الدين محمود الصرخي برائته من تلك العمليات بشكل كامل، وقال انصاره انهم يتعرضون في الاساس الى حملات امنية تزج بهم في السجون بسبب معتقدهم المخالف للمعتقد الرسمي للحكومة، وان ذلك لايمنحهم القوة ولا الاريحية لتنفيذ مثل هذه الاعتداءات.

 

وبصرف النظر عن حقيقة الجهة التي نشرت الرعب في اوساط الصحافة العراقية باقل من ساعة واحدة، فأن النتائج تبدو مكلفة على مستوى حرية التعبير في بلد يبدو فيه الهامش النسبي لحرية الصحافة هو الانجاز الابرز منذ العام 2003.

 

 

 

  • على حكومة العراق الاستعداد للأحداث المتوقعة وإيقاف استهداف الصحفيين

  • الانتهاكات الحكومية ضد الصحفيين استمرت أثناء تغطية ذكرى تظاهرات تشرين

  • لجنة حماية الصحفيين تطالب سلطات العراق بضمان حماية الطائي وضمد

  • قوة أمنية تعتقل صحفيين أثناء التغطية في النجف

  • قوة أمنية تعتدي على كادر الرابعة في البصرة بتحطيم المعدات والضرب والاحتجاز

  • وزير الداخلية يقاضي الإعلامي حيدر الحمداني بتهمة القذف والتشهير

  • قانون جرائم المعلوماتية: مُفصّل على مقاس السلطة.. ومخيّب لتطلعات الصحفيين

  • تعرض المراسل فاضل البطاط الى اعتداء على يد أمن فندق غراند ميلينيوم البصرة