مرصد الحريات الصحفية

مرصد الحريات الصحفية

الصفحة الرئيسية > قضايا ومقالات > بلاد صناعة الصحفيين...

بلاد صناعة الصحفيين

لايحتفظ العراق بالكثير من الامكانات التقنية التي توفرلصحفييه فرصا اكبر لصناعة الخبر الصحفي او عمل التقارير والقصص الاخبارية التي تؤشر الابداع وحضور الموهبة مع التجربة الجادة. وعدا ذلك فان فرص صناعة الصحفيين متوفرة لجهة القصة والحدث المؤثر ولذلك فكبار الصحفيين الغربيين لم ينبغوا في بلادهم انما حصلوا على الشهرة والاهتمام عندما اشتغلوا على مصائب وحوادث شعوب أخرى.


وشكل العراق واحة خصبة لهولاء لينتجوا من الابداع ماأتاح لهم التفوق على اقرانهم من ذوي المواهب والقدرات وليسبقوهم بنوعية متقدمة من القصص الاخبارية كلفتهم الجهد والخوف والمال ومصاحبة اجناس من الناس المختلفين.


من هولاء الصحفيين الذين صنعتهم بلاد الرافدين(جورج بيكر) احد محرري مجلة نيويوركر الامريكية الذي تحول من الكتابة الروائية الى العمل الصحفي لحساب المجلة مع الدخول الامريكي الى العراق عام 2003 وليخرج بكتاب (بوابة الحشاشين.امريكا في العراق) الذي حاز على جائزة هيلين بيرنستين عام 2005.


الجائزة الثانية كانت عن مقال من 20 الف كلمة عن اعادة اعمار العراق.

يعترف بيكر انه وجد موهبته الحقيقية كصحفي برغم انه بدأ العمل في وقت متأخروكان قبل ذلك يكتب في الرواية .مع ان ذلك ليس عائقا وربما كان داعما للنجاح لان الصحافة تحتاج الموهبة والبديهة والخيال والحس الادبي وهو ماعانينا منه في بلادنا فأغلب الصحفيين عندنا يعتمدون الفهلوة والعلاقات الشخصية والارتباطات الحزبية والنصب والاحتيال ليؤكدوا انهم صحفيون لايشق لهم غبار!فوق ذلك فان للاعلام القدر الكاف من الاحترام في مجتمع متقدم ولديه الرغبة في احترام المبدعين والموهوبين وهو مانفتقده في العراق .يقول بيكر في حوار اجراه معه الصحفي العربي محمد الشافعي عن المقال الاكثر تكلفة الذي كتبه:اعتقد انها قصتي الاولى من العراق التي كان عنوانها(حرب بعد الحرب) ونشر في نيويوركر في عام 2003 واعتقد ان التكلفة بلغت 10 آلاف دولار لان المقال كان طويلا جدا فقد كان مكونا من 20 الف كلمة وهذا شئ مكلف .


يمكن لصحفي عراقي ان يعمل تقريرا مطولا بخمسة دولارات ( وهو الممنون) لان قيمة الخبر والعمل الصحفي الذي ينطوي على مصاعب يمكن تقديره في بلاد محترمة تحترم مبدعيها لا في البلاد المتخلفة كالعراق التي تحول ابناءها الى صعاليك يستجدون العمل او الانتقال بعيدا بحثا عن فرصة.


اعتقد ان من المهم للصحفي ان يتعلم ويلاحق تجارب الصحفيين الذين لايحتفظون بالمواهب بقدر حصولهم على الدعم والاحترام فهولاء ينتجون لانهم محترمون في بلدانهم ومؤسساتهم ولعله ان ينتفع من تلك التجارب خاصة حين تكون صحيفة امريكية مستعدة لدفع عشرة آلاف دولار مقابل مقالة صحفية وحين لاتكون الصحف وبقية المؤسسات الاعلامية في العراق مستعدة لتوفير اجور التدريب والعمل دون ضغوط مادية أو سطوة لمزاج المسوؤل.

 

المشكلة في العراق مختلفة .وفي الوقت الذي تتاح الفرص للمبدعين ليعملوا في الصحافة وينهضوا بابداعهم وطاقاتهم في بلاد مثل امريكا فان بامكان حتى العاهرات إدعاء أنهن يعملن في الصحافة في العراق وقد اختلط الحابل بالنابل كما يقول المثل المشهور.


وإذن فليس من المرجح ان تتغير الامور في بلادنا بإستثناء اننا نوفر الفرص للاخرين لينتفعوا من مصائبنا ويحولوها الى قصص اخبارية مثيرة ويكسبون بها جوائز تستحق المجازفة.


hadeejalu@yahoo.com

 

 

 

  • الانتهاكات الحكومية ضد الصحفيين استمرت أثناء تغطية ذكرى تظاهرات تشرين

  • على حكومة العراق الاستعداد للأحداث المتوقعة وإيقاف استهداف الصحفيين

  • لجنة حماية الصحفيين تطالب سلطات العراق بضمان حماية الطائي وضمد

  • قوة أمنية تعتقل صحفيين أثناء التغطية في النجف

  • قوة أمنية تعتدي على كادر الرابعة في البصرة بتحطيم المعدات والضرب والاحتجاز

  • وزير الداخلية يقاضي الإعلامي حيدر الحمداني بتهمة القذف والتشهير

  • قانون جرائم المعلوماتية: مُفصّل على مقاس السلطة.. ومخيّب لتطلعات الصحفيين

  • تعرض المراسل فاضل البطاط الى اعتداء على يد أمن فندق غراند ميلينيوم البصرة